مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية تبعث برسالة الى مؤتمر علماء المسلمين الشيعة في امريكا الشمالية

 

بعثت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية في واشنطن برسالة الى مؤتمر علماء المسلمين الشيعة في امريكا الشمالية المنعقد في نيوجرسي 16-18 تشرين الثاني  2004 دعت فيها المجتمعين الى احياء المفاهيم الاسلامية وتثقيف الجالية والتواصل مع المرجعيات الدينية. وفيما يلي نص الرسالة :

اسمحوا لنا في البدء ان نبارك لكم عيد الفطر المبارك الذي جعله الله تبارك وتعالى للمسلمين عيداً ولمحمد وآله ذخراً وشرفاً ومزيداً، سائلين العلي القدير ان يعيده على المسلمين بالخير واليمن والبركة، انه سميع مجيب.

ان انعقاد مؤتمركم هذا يأتي في الوقت المناسب اذ يمر فيه المسلمون بظروف قاسية تتطلب المزيد من التشاور والتعاون والتوكل على الله سبحانه وتعالى، آملين ان تأتي نتائجه بمستوى المسؤولية التاريخية والدينية الملقاة على شريحة العلماء والفقهاء ورجال الدين المتصدين لقيادة الامة وهدايتها والأخذ بيدها الى حيث صلاح الدين والدنيا والآخرة.

وبهذه المناسبة نود ان نتقدم الى مؤتمركم المبارك هذا بمجموعة الافكار والمشاريع التالية التي نتمنى ان يدرسها المؤتمرون لبلورتها مشاريع عمل حقيقية و واقعية، تساهم في النهوض بمستوى الاداء:

اولاً: ان واحدة من أبرز مهام العلماء هو تبني مشروع نشر الاسلام في ربوع الكرة الارضية خاصة في بلاد الغرب والذي اطلق عليه الامام الشيرازي رحمه الله، مشروع (أسلمة الغرب) على اعتبار ان الاسلام للناس كافة، وكما لايخفى فان هذا المشروع اليوم يعتبر مشروع القرن خاصة في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حوَل العالم الى قرية صغيرة.

ثانياً: تبني الدعوة الى القيم والمبادئ الحضارية  والاستراتيجية التي تبناها الاسلام من خلال القران الكريم وسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) كقيم  (الاخوة) و (الاُمة الواحدة) و(الحرية) و(الشورى) و (احترام الآخر) و (لا اكراه في الدين) وأمثالها التي وردت في العديد من آيات الكتاب العزيز، والتي تهم الناس جميعاً بغض النظر عن دينهم او موقعهم الجغرافي وما أشبه.

ثالثاً: التركيز على مشروع الثقافة الاسلامية الصحيحة التي يلزم ان تنتشر بين المسلمين خاصة في بلاد الغرب، والتي تستند على قيمة السلم واللاعنف ونبذ التطرف والكراهية واحتكار الرأي الآخر.

لقد ابتلي المسلمون اليوم بمجموعات العنف والارهاب التي تكفر الآخر وتحلل القتل وتهدرالدم وان على العلماء ابراز الصورة الحقيقية لثقافة الاسلام التي كرمت بني آدم بغض النظر عن جنسه ولونه او قوميته او دينه ومذهبه، من أجل تبيين المعالم الحقيقية للدين الاسلامي التي شوهها المتطرفون فخاطروا بسمعته ونفروا الناس منه.

رابعاً: الاستفادة من وسائل الاعلام وبمختلف اشكالها لمخاطبة الانسان في العالم وخاصة في بلاد الغرب، والسعي للحضور الجرئ والفاعل فيها بما يساهم في نشر الاسلام وقيمه ونماذجه الحقيقية.

كما ينبغي الاهتمام بتأليف ونشر الكتب والدراسات والبحوث التي تعرَف بالاسلام باللغة والمنطق الذي يفهمه ويستوعبه ويدركه غير المسلم، كما تهتم بالدفاع عن الاسلام ورد الشبهات عنه باسلوب علمي ومنطقي رصين.

خامساً: ضرورة السعي للتواصل مع العلماء في مختلف البلاد، الى جانب السعي للتواصل مع المرجعيات الدينية والفقهاء ليتحول المؤتمرون الى حلقة وصل بين المرجعيات والعالم من جانب، وفيما بين المرجعيات والعلماء ورجال الدين المنتشرين في العالم وخاصة الولايات المتحدة الامريكية، ومؤسساتهم من جانب آخر.

نسأل الله سبحانه وتعالى لمؤتمركم المبارك هذا، التوفيق والسداد والنجاح. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

السيد مرتضى الشيرازي

واشنطن

 

بيانات | الصفحة الرئيسية