مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية: نبارك لشعب العراق بالانتصار وندعوه لوحدة الكلمة والصف وإقامة الحكومة المنتخبة

 

على أعتاب النصر العظيم الذي من الله به على شعبنا المظلوم الصابر بخلاصه من طغمة البغي والجريمة نظام صدام الدموي، وبدأ صفحة جديدة من تاريخ عراق الإسلام وأهل البيت (عليهم السلام)، وجه سماحة العلامة السيد جعفر الحسيني الشيرازي باسم مؤسسة الإمام الشيرازي (قدس سره) العالمية، الخميس 7 صفر 1424 هـ، الموافق 10/4/2003م، نداءاً إلى الشعب العراقي الغيور هنئه فيها بهذا النصر المبين وانعتاقه من ربقة الظلم والدكتاتورية، داعيا إياه إلى وحدة الكلمة والصف والعمل من أجل بناء عراق حر تعددي قائم على أسس الشورى والحوار والتفاهم السلمي وصولا إلى الأهداف النبيلة المتوخاة في إقرار حرية وحقوق أبناء الشعب التي صودرت منه لعقود طويلة من السنين في ظل سلطة صدام الآثمة.

كما دعا سماحة السيد الشيرازي إلى التركيز على الأولويات التي من شأنها ترسيخ أسس اعمار العراق وإقامة الحكومة الشعبية المطلوبة لإدارة البلاد بأيدي أبناءه.

وفيما يلي نص النداء:

(قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السقف من فوقهم)

إزاء تنسّمه لعبير الحرية ليس لنا إلا أن نتقدم إلى شعبنا العراقي الغيور المعطاء بتهانينا الحارة، لخلاصه من حقبة ظلم لم يشهد التاريخ مثيلا لها سواء في القتل، أم في مصادرة الحريات، أم في انتهاك حقوق الإنسان الأساسية، أم في التجويع ونهب ثروات البلاد وصبها في خدمة عصابة لا تمت في ولائها إلى وطن، أو دين، أو إلى أية قيمة من قيم الإنسانية السامية.

وليس لنا إلا أن ندين بالفضل، والمنة لله العزيز الذي رفع ـ حين رأى صبر البعض وجزع الآخر ـ تلك الغمة المتمثلة في نظام طاغ، يعمل وفق نزوات شخص واحد، رفعها عن رؤوس أبناء شعبنا العراقي الحبيب.

وإننا في الوقت ذاته، نلفت أنظار أبناء شعبنا العزيز إلى:

1ـ ضرورة التصدي بكل قوة لتحقيق الهدف الأساس المتمثل بحفظ النظام العام، والعمل على استتباب الأمن في البلاد، وان اغتيال العلامة السيد عبد المجيد الخوئي لهي مؤشر خطير جداً على الأخطار التي يواجهها عراقنا الحبيب وعلى ضرورة حقن الدماء والابتعاد عن الأمور التي تهدف إلى إيجاد الفوضى والهرج والمرج في البلاد.

2- ضرورة السعي لتنظيم عمليات الإغاثة الإنسانية عن طريق تسهيل مهام لجان الإغاثة والتعاون معها.

3ـ العمل على وضع مسألة إعمار العراق، وإعادة بنائه في الخانة الأولى لسلم الأولويات في المرحلة المقبلة.

4ـ السعي لإقرار نظام حكم استشاري قائم على أساس التعددية، واحترام الرأي الآخر، وعدم فسح المجال لأحد كي يتفرد بالسلطة لضمان عدم نشوء أنظمة حكم شمولية جديدة، وحكام ديكتاتوريين من طراز الحاكم الفار.

وليعلم أبناء العراق بأن كل ما ذكر من نقاط إنما هو مما أوصى به علماء الدين الأبرار وعلى رأسهم المرجع الديني الأعلى الراحل المجدد الثاني السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) الذي قضى عمره الشريف وهو يعيش هاجس العراق، ومستقبله المشرق المرهون بأيدي الشرفاء من أبنائه المخلصين، حيث أكد (طاب ثراه) على ضرورة التفعيل، والعمل بالآيات الحيوية من القرآن الكريم حيث قال الله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم).

وقال أيضا: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) و (لا إكراه في الدين) و(يا أيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة) و(إنما المؤمنون أخوة).

فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية

السيد جعفر الشيرازي

10/4/2003

 

بيانات | الصفحة الرئيسية