رسالة مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الى مؤتمر (امة) الرابع

تدعو الى الدفاع عن حرمات اهل البيت عبر التحرك الحقوقي والاعلامي

 

دعا آية الله السيد السيد مرتضى الشيرازي الامين العام لمؤسسة الامام الشيرازي العالمية المؤمنين الى التصدي لنصرة المظلومين عبر مد جسور العلاقات والتعاون مع الاطراف الدولية، الرسمية والشعبية المختلفة، ونشر قيم العدل والاحسان ومواساة الفقراء والمعوزين والشورى والتعددية والاخلاق الفاضلة.

جاء ذلك في رسالة وجهتها مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الى مؤتمر (امة) الرابع المنعقد بواشنطن، حيث دعت الى الدفاع عن حرمات اهل البيت عليهم السلام ورفع ظلاماتهم لاسيما الاعتدائين الآثمين اللذين طالا مرقدي الامامين العسكريين عليهما الصلاة والسلام في سامراء وفاجعة هدم المراقد المطهرة في البقيع الغرقد، وذلك عبر عقد مؤتمرات تخصصية واقامة ورش عمل و تشكيل منظمات متخصصة قانونية ومدنية.

والجدير بالذكر ان مؤتمر امة ينعقد سنويا في واشنطن بحضور العديد من العلماء والشخصيات الفكرية والاجتماعية حيث يتم تداول مختلف القضايا ذات التأثير في الوسط الشيعي من الجوانب المختلفة ويعد الثاني من نوعه للشيعة في أمريكا وكندا.

وفيما يلي نص الرسالة:

رسالة مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الى مؤتمر (امة) الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله  محمد واله الطاهرين

قال الله العظيم في كتابه الكريم: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.(سورة النحل 16)

السادة الكرام والسيدات الفاضلات في مؤتمر (امة) المحترمون،

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتحياته

انكم جميعا قد احطتم علما بانه وفي الكثير من دول العالم لازال الملايين من اتباع اهل البيت الاطهار عليهم الصلاة والسلام، يعيشون اجواء الرعب والاضطهاد، كما يعانون من الحصار السياسي والثقافي والاجتماعي وحتى الاقتصادي، والتهميش المتعمد على افضل الفروض.

   في قبال ذلك كله علينا جميعا ان نتساءل: ما هو واجبنا الانساني والديني تجاه ذلك كله؟ وما الذي نستطيع ان نقوم به؟

ان الاجابة على ذلك متنوعة وقد تكون شائكة ايضا الا انه وانطلاقا من قول رسول الله صلى الله عليه واله (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ومن ان خذلان اهل البيت عليهم السلام وعدم التصدي لنصرة المظلومين من اتباعهم، تنجم عنه اثار وضعية سلبية كبرى في الدنيا قبل الاخرة، نقول: ان من اهم ما نستطيع القيام به هو:

مد جسور العلاقات والتعاون مع الاطراف الدولية، الرسمية والشعبية المختلفة، من اجل تفعيل رسالتنا الداعية لترسيخ القيم الانسانية العليا التي دعا اليها القران الكريم وائمة اهل البيت عليهم السلام كقيم العدل والاحسان ومواساة الفقراء والمعوزين والشورى والتعددية والاخلاق الفاضلة وغير ذلك.

الاستفادة من الثورة المعلوماتية وشتى وسائل الاعلام لتفهيم وتوضيح مضامين الدين الاسلامي النحيف وما يحمله من معاني ربانية سامية عمادها الدعوة للخير واللاعنف ونبذ الفرقة واحترام الاخر وصيانة حقوقه.

الدفاع عن حرمات اهل البيت عليهم السلام ورفع ظلاماتهم لاسيما الاعتدائين الآثمين اللذين طالا مرقدي الامامين العسكريين عليهما الصلاة والسلام في سامراء وكذا ما سبقهما قبل 85 عاما من فاجعة هدم المراقد المطهرة في البقيع الغرقد والتي تحوي مراقد اربعة من الائمة الاطهار، على ايدي حاملي الفكر الوهابي التكفيري الذي وصلت جرائمه الى اقاصي الارض ناشرة الرعب والدمار بين المدنيين في انحاء العالم من غير فرق بين المسلمين وغيرهم.

   ووصولا الى ذلك كله لا بد من البحث عن، وتبني اليات اكثر فعالية لحماية المظلومين والمضطهدين من اية ملة ونحله كانوا خصوصا من اتباع اهل البيت الاطهار كونهم الاكثر مظلومية على مر التاريخ.

   وان من اهم السبل لذلك اضافة لما سبق: عقد مؤتمرات تخصصية كمؤتمركم المبارك هذا واقامة ورش عمل و تشكيل منظمات متخصصة قانونية ومدنية هدفها تجميع معلومات عن جرائم الابادة المنظمة للشيعة وعلى مر التاريخ وجرائم الاضطهاد لعلمائهم ومفكريهم وتجارهم وغيرهم ومصادرة حقوقهم والتضييق عليهم وتوثيقها ووضعها امام المحاكم الدولية وملاحقة المتورطين بهذه الجرائم قانونيا. ان الله يقول (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) والعدل واجب والاحسان ايضا واجب - في الجملة على رأي بعض كبار الفقهاء - كما ان البغي والمنكر محرمان ايضا.  فلننطلق من هذا الامر القرآني الصريح الواضح، وبقوة كي نحرز العزة والكرامة في الدنيا ورضوان الله والفوز بالسعادة الابدية في الآخرة

والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته

السيد مرتضى الشيرازي

مؤسسة الامام الشيرازي العالمية

العراق-كربلاء المقدسة

19/ج1/1429 - 24/5/2008

 

بيانات | الصفحة الرئيسية