من رؤى الامام الشيرازي

الحكومة الإسلامية

 

 إقامة الحكومة الإسلامية الواحدة هو الحلم الذي كان وما زال يراود جماهير الأمة الإسلامية على مدى التاريخ، فهو الهدف السامي العظيم الذي أريقت من أجله دماء ملايين الشهداء في البلاد الإسلامية وغيرها ومنذ ظهور الدعوة الإسلامية إلى يومنا هذا.

 وإقامة الحكومة الإسلامية الواحدة هو الشبح الذي أرّق ليل الجبابرة، وجعلهم يجندون كل طاقاتهم للحيلولة دون وصول المسلمين إلى هذا الهدف، فما هي الأسس والمقومات التي تقوم عليها هذه الحكومة؟ وكيف يجب العمل لإقامتها؟ سنجيب على هذين السؤالين فيما يلي:

يجب علينا أن نعيد الحكومة الإسلامية الواحدة التي أسسها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد ذكر المؤرخون أن النبي (صلى الله عليه وآله) استطاع في زمان حياته الشريفة أن يوحد بين حكومات الجزيرة العربية (مكة، يثرب، والطائف) وما أشبه، ثم اليمنين والبحرين وأخيراً الكويت والخليج.

وقد سار المسلمون بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على هذا المسير نفسه، فكانت الدولة الإسلامية في أيام الحاكمين الأولين وفي أيام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حكومة واحدة.

وقد كانت تحت نفوذ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)أكثر من خمسين دولة من هذه الدول الموجودة على الخارطة اليوم - على ما ذكره البعض -.

إن هذه الحدود الجغرافية الحالية هي حدود مصطنعة كوّنها الجهل الداخلي والاستعمار الخارجي، فأي معنى لأن توضع الحدود أمام المسلم وهو في بلده الوطن الإسلامي الكبير ؟ أليس هذا خلاف قول الله تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة).

فمن الضروري أن تتظافر الجهود لأجل إسقاط هذه الحدود وهذه القوانين المصطنعة، التي تفرق المسلمين بعضهم عن بعض، حتى تتوحد بلاد الإسلام كما كانت فيكوّن الألف مليون مسلم لأنفسهم حكومة واحدة.

وليس هذا أمراً مستغرباً ففي الصين الشيوعية كانت هناك ـ سابقاً ـ حكومات عدة، لكنها تمكنت ـ وتحت قوانين وضعية- أن توحد بلادها في دولة واحدة ذات ألف مليون نسمة.

أما نحن فنريد توحيد البلاد الإسلامية تحت ظل القوانين الإلهية حتى تكون بلداً واحداً، فيسير المسلم من طنجة إلى جاكرتا ومن دكا إلى طرابلس وهكذا، ويشعر بأنه في بلده ولا ترفع أمامه في كل بلد حدود استعمارية وقوانين جاهلية وضعية.

أما كيف يتم التوصّل إلى هذا الهدف الكبير؟. فالجواب بما يلي:

1- بالتوعية الإسلامية الواسعة النطاق على صعيد الأمة كلها حتى يعي المسلم وظيفته، وذلك بطبع ونشر ما لا يقل عن ألف مليون كتاب توعوي - إقتصادي، سياسي، إجتماعي، تربوي، عقائدي -...

2- بالتنظيم، بأن ننظم ما لا يقل عن عشرين مليون مسلم، لأن المسلمين ألف مليون نسمة، فيكون في دائرة توجيه كل شخص منظم خمسون إنساناً مسلماً.

وبهذين الأمرين نتمكن من إعادة الحكم الإسلامي والذي قوامه أمران:

الأمر الأول: أن تكون كل القوانين مستقاة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل.

الأمر الثاني: أن يكون الحاكم الأعلى للدولة إنساناً مرضياً لله سبحانه، وذلك بأن تتوفر فيه شروط القيادة الإسلامية، ويكون منتخباً من قبل أكثرية الأمة كما دلّت على ذلك الآيات والروايات.

 

 

 رؤى تسلط الضوء على اهم الافكار الاساسية المعاصرة التي طرحها الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي في مشروعه النهضوي الاسلامي.

اعداد: مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث

http://shrsc.com

 

بيانات | الصفحة الرئيسية