من رؤى الامام الشيرازي

الحرية

 

الإسلام دين الحرية بكل ما تمثل هذه الكلمة من معنى، وقد إستنبط الفقهاء من الآيات والروايات القاعدة الفقهية المشهورة (الناس مسلطون على أموالهم وأنفسهم) وهذه القاعدة إنما تعطي الحق في حريات شاملة  للإنسان في مختلف أبعاد الحياة.

فقد أعطى الإسلام للإنسان حرية الفكر وحرية القول، وحرية العمل ، لكن في الإطار المعقول الصحيح (من عدم الأضرار بالآخرين وعدم الأضرار البالغ بالنفس).

وقد حدد رسول الله (ص) كل فكر وقول وعمل بعد الضرر وقال (ص) (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام)، فالحرية عامة لجميع الناس حتى الكفار في مختلف الحقول منها:  فهو حرٌ في إختيار مذهبه، وهو حر في إنتخاب رئيس دولته ، وحر في إنتخاب نواب مجلسه، وهو حر في إن يسافر ويبني ويزرع ويتاجر ويكتسب، ويستملك الأراضي ... خلاف لما موجود في الدول الغربية حيث إن معظم الحرية للنظام الرأسمالي، وهذا خلافاً لما موجود في الشرق حيث إن الحرية للدولة فقط.

حرية الأديان:

الاسلام كفل لغير المسلمين في البلاد الاسلامية أن يتمتعوا بإمتيازات ما كانوا ليتمتعون بها في ظل أديانهم لأن الإسلام كفل لهم حقهم في حرية أديانهم، يعيشون في ذمة الإسلام يباح إن يعملوا بدينهم بحرية تامة شريطة أحترام الدين الإسلامي (ألزموهم بما التزموا به).

الحرية الفكرية:

إن الحرية الإسلامية توفر لكل فرد ولكل كتلة كل أسباب حاجتها وتقدمها، فكل من يريد مقراً لمؤسسته أعطى أرضا أو بناية وتسهيلات وكل من يريد جريدة أو مطبعة أو مجلة أو إذاعة أو تلفزيون أو فتح مدرسة أو نادي أو بناية مسجد ، أو حسينية أو مكتبة أو غير.... ذلك توفر له الدولة كل عون وخدمة وإمكانية وفي مثل هذا الجو تظهر المواهب وتخدم الكل ويكون التنافس الحر في التقدم والتقديم ففي الإسلام التحرر الحقيقي حيث لا تبتلى العقيدة بالخرافة وإنما تُقَدم الأدلة على التقاليد، مع حرية البحث والنقد، مما يعبر عنه بـ((حرية الكلمة)).

الحرية الاقتصادية:

إن الحرية الاقتصادية في الدولة الاسلامية مقرونة بأن يعمل الفرد حسب كفائته،فالفرد في الدولة الاسلامية يعمل لنفسه وما يربحه من عمله لنفسه (فلا كسب في العمل) ولا تذهب بعض إرباحه في كيس الرأسمالي، أو في كيس الدولة، مع تحديد العمل بعدم كونه ضاراً لنفسه أو لمجتمعه.

الحرية السياسية:

للكل الحق في الإسلام من أن يعملوا حسب كفائتهم في الوصول الى أعلى المناصب السياسية في الدولة مع مراعاة القيم الاسلامية الرفيعة التي حث عليها الاسلام.

الحرية الثقافية:

لكل إنسان إن يصل إلى ما يريده من العلم والثقافة ، فليس إمام فرد حاجز من المال، أو من غيره يمنعه عن الوصول إلى الجامعة أو ما فوق الجامعة ، وغيرها من مجالات الثقافة مع المحافظة على الاطار الاسلامي في نيله لهذا المجال أو ذاك.

الحرية الاجتماعية:

 لا توجد الامتيازات الطبقية، المكفولة بسبب القوانين بين الجنسيات والقوميات واللغات والألوان والأقليات إلى غير ذلك.

حرية المرأة:

أن الأصل في الإسلام التساوي بين المرأة وبين الرجل إلا فيما استثني  بالدليل لمصلحة رآها الشارع، فالحرية للمرأة مثل الحرية للرجل في كل أنواع المعاملة ونحوها، فلها الحرية في العمارة والزراعة والتجارة والثقافة وغيرها، نعم يستثني الحرية في التكشف والاختلاط المحرم، وقد منع الإسلام عن تلك المحرمات لأنها تؤدي إلى الفساد والإفساد، من البغاء وإتخاذ الخليلات والأخلاء، وهدم البيت العائلي وضياع الأولاد، وإدخالها في ما لا يلاءم شؤونها الأنثوية، وجمالها وخصوصياتها البدنية، ورقتها النفسية، ولايناسب كرامتها  الإنسانية.  

 

 

رؤى تسلط الضوء على اهم الافكار الاساسية المعاصرة التي طرحها الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي في مشروعه النهضوي الاسلامي

اعداد: مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث

http://shrsc.com

 

بيانات | الصفحة الرئيسية